حفظ الأنفس صميم مقاصد الشريعة الإسلامية
جاء قرار سلطات المملكة العربية السعودية بتعليق إصدار تأشيرات العمرة لكافة الدول، وإيقاف زيارة الحرم المكي والنبوي للمقيمين بالأراضي السعودية خشية انتشار فيروس كورونا المستجد، ليثير حالة من الجدل دفعت المسلمين للتساؤول حول حكم الشرع في إيقاف العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف.
حكم إيقاف العمرة
هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، علقت على قرار إيقاف العمرة بشكل مؤقت، بأنه إجراء احترازي اتخذته السلطات والجهات المسؤولة للحفاظ على حياة المسلمين، ومنع تفشي فيروس كورونا بسبب الحشود الغفيرة.
وأكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية، أن قرار سلطات المملكة العربية "مسؤول وموفق" تقضي به المصلحة الشرعية الداعية للمحافظة على نفوس الناس ودينهم وعقولهم وأموالهم ونسلهم، حيث قررت الشريعة الإسلامية أن كل ما يحفظ هذه الأصول أو أحدها هو مصلحة معتبرة مطلوبة، وكل ما يفوت هذه الأصول أو أحدها فهو مفسدة ودفعه مصلحة.
وأصدرت هيئة كبار العلماء بيانا رسميا قالت فيه نصا: إن هذه الإجراءات الاحترازية التي تراجع بشكل مستمر في ضوء المعطيات داخليًا وخارجيًا، تتفق والقواعد الشرعية بدفع الضرر قبل وقوعه بطرق الوقاية الممكنة، ورفع الضرر بعد وقوعه بما يمكن من التدابير التي تزيل آثاره.
وأوصت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، الجميع من مواطنين ومقيمين بالعناية التامة بما تصدره الجهات المسؤولة في المملكة وأخذها بعين الاعتبار، ومن ذلك التعليمات الطبية، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات مصلحة شرعية ظاهرة والتعاون معها من التعاون على البر والتقوى.
حكم من أحرم للعمرة قبل قرار تعليقها
وحول سؤال: ما حكم من أحرم للعمرة قبل قرار تعليقها؟، أجاب مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، بأن كل من أحرم بالعمرة قبل صدور الأمر ولم يؤدها فعليه أن يتحلل منها ويقصر شعره وعليه دم، مطالبا من جميع المواطنين والمقيمين بالسعودية الامتثال للقرار، قائلا: "طاعة ولي الأمر واجبة، حيث يقول المولى عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)".