كيف أثرت جائحة كورونا على قطاع النفط العالمى وتوقعات الأسعار الفترة القادمة
كيف أثرت جائحة كورونا على قطاع النفط العالمى وتوقعات الأسعار الفترة القادمة

كيف أثرت جائحة كورونا على قطاع النفط العالمى وتوقعات الأسعار الفترة القادمة


يتفق الجميع أن ما شهدته كبرى الاقتصادات العالمية من أضرار بالغة بسبب تفشى جائحة (كوفيد-19 )، كان له تأثير على كافة القطاعات الاقتصادية، لكن القطاع الأكثر تضررا نتيجة تفشى هذه الجائحة هو بلا شك قطاع الطاقة، مما جعل كبار منتجى النفط العالميين يخفضون كميات قياسية وغير مسبوقة من الإنتاج لإعادة ضبط توازن السوق وتقديم بعض الدعم للأسعار المتدهورة.

لكن ما يثير التساؤل فى هذا الصدد، هل تستطيع أسعار تداول النفط الخام استعادة مستوياتها السابقة قبل تفشى الجائحة؟، أم أن مخاوف إندلاع موجة ثانية من الفيروس ستظل تضغط على الأسعار؟.

للإجابة هذا التساؤل نجد أنه يعتمد مستقبل الأسواق والأسعار بالطبع إلى السيطرة سريعا على جائحة كورونا، وإعادة فتح الإقتصاد العالمى، بالإضافة إلى إستمرار دعم "أوبك بلس" للأسواق من خلال خفض الإنتاج.

متى بدأت الأزمة فعليا

كان العالم ينتج ويستهلك ما يقدر بحوالى 100 مليون برميل يوميا من الخام قبل تفشى الفيروس، لكن القيود على السفر والإجراءات التى إتخذتها كافة الحكومات لإحتواء الفيروس بما فى ذلك التباعد الإجتماعى وحظر تحركات الأشخاص بالإضافة إلى إغلاق كافة الأنشطة الإجتماعية والرياضية  كان لها تأثيرا واضحا على الإقتصاد العالمى بشكل عام وأضرت كثيرا بمستويات الطلب العالمى على النفط.

وفى أعقاب إنتشارجائحة فيروس كورونا فى مختلف أنحاء العالم، قامت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بمراجعة تقديراتها لمعدل نمو الطلب العالمى على النفط بالخفض فى شهر مارس إلى نحو 0.06 مليون برميل يوميا، وكان لإنتشار الفيروس العديد من التأثيرات السلبية على حركة النقل والطلب على الوقود فى عدد كبير من القطاعات الإقتصادية ومن أهمها  قطاع الصناعة.

وفى السياق ذاته، تأثر قطاع النقل النفطىبالسلب أيضابفعل التطورات المرتبطةبتفشى فيروس كورونا مما أدى إلى توقعات غير تفاؤلية بشأن مستقبل إنتاج ونقل النفط العالمى، حيث أدت الإضطرابات الناجمة عن إجراءات إحتواء الفيروس إلىإنخفاض حاد فى الأنشطة الإقتصادية، بما فى ذلك تشغيل المصافى.

اتفاق أوبك التاريخى

مع تهاوى إستهلاك النفط بسبب الإنتشار الواسع لجائحة كورونا التى عصفت بمعظم إفتصادات العالم،كانت منظمة الدول المصدرة للنفط"أوبك"  ومنتجون كبار آخرون من بينهم روسيا، المجموعة المعروفة بإسم(أوبك+) ، قد أعلنوا فى الثانى عشر من شهر أبريل الماضى عن إتفاق تاريخىلخفض الإمدادات العالمية بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا فى شهر مايو ويونيو ما يعادل حوالى 10 % من إجمالى الإنتاج العالمى قبل تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وينفذ التحالف العالمى أوبك بلس وعلى رأسه شركة أرامكو السعودية تخفيضات بإجمالى 9.7 مليون برميل يوميا على مدار شهرىمايوويونيو، تتقلص إلى 7.7 مليون برميل يوميا بداية من يوليو حتى أواخر ديسمبر، وتتقلص مجددا إلى 5.7 مليون برميل يوميا تنفذ من بداية كانون يناير 2021 حتى الثلاثون من شهر أبريل 2022.

هل تخطت أسواق النفط أزمة كورونا؟

لا جدال أن إنخفاض الطلب سيصعب من إستعادة استقرار أسواق النفط ومستويات الأسعار، ويتعلق مستقبل الإستقرارفى الأسواق على توقعات تعافى الطلب من ناحية، وتكيف العرض من ناحية أخرى، لذلك يرى معظم المحللين أن التعافى يرجع لعددة أسباب، لعل أهمها هو إتجاه بعض الدول إلى تخفيف قيود وإجراءات العزل المرتبطة بجائحة كورونا، لا سيما تخفيف قيود حركة الطيران والسفر لأن قطاع الطيران يعتبر من أكبر المستهلكين للنفط، من العوامل التى ستساعد أيضا إلى تعافى الطلب هو رجوع أغلب المصانع وحركة العمل إلى ما كانت عليه فى السابق.

ختاما : ماذا يتوقع الخبراء بشأن مستقبل أسعار النفط خلال الفترة المقبلة

يتوقع معظم الخبراء والمحللين فى السوق أن ترتفع أسعار النفط العام المقبل 2021  إلى مستوى 50 – 55 دولار أمريكى للبرميل بعد إنخفاضها بشكل حاد خلال هذا العام.

ومن الصعب إعطاء تقييم دقيقاا لأسواق النفط فى ظل الأوضاع الحالية ، لكن من المهم أن تستقر أسعار الخام، وتحديدا "خام برنت" المقياس العالمى للأسعارفىالعام المقبل عند مستوى 50 - 55 دولارا للبرميل.