مشكلة إدمان القمار وكيفية الحد منها
مشكلة إدمان القمار وكيفية الحد منها

مشكلة إدمان القمار وكيفية الحد منها


 

معنى القمار:

يشتمل القمار على العديد من الالعاب التي تستخدم فكرة المُراهنة على ارقام أو صور أو المُراهنة على مباريات رياضية، ولكي يتم إضفاء الإثارة إلى اللعب فإن اللعبة تتطلب استخدام مال حقيقي، قد يتضاعف هذا المال إذا ربح اللاعب، وقد يخسره إذا لم يُوفق رهانه. مما يجعل اللعبة قائمة على مبدأ الحظ والمُصادفة والقدر فقط. وهو مبدأ موجود في الحياة، فالملحدون يؤمنون بالمُصادفة وأنها هي سر نشأة الحياة، أما المؤمنون فإنهم يؤمنون بالقدر وأنه هو سر نشأة الحياة، ولكن مع اختلاف المُصطلحات فالفريقين لا يُنكران المفهوم نفسه! والقمار قائم على المبدأ الأساسي للدنيا وهو الربح والخسارة .. الفرح والحزن .. السعادة واليأس، والمؤشر الذي يُشير لأي من الخيارين هو (الحظ، المصادفة، القدر) وحده دون أي تدخل من أي عوامل أخرى.

منع القمار:

ولكن فالعديد من الأديان تُحرِّم العاب القمار، والعديد من البلدان تمنع إقامة كازينوهات القمار على أراضيها، وهذا يرجع إلى أكثر من سبب، وهي الصورة الدرامية التي لطالما ربطت بين القمار والمُسكرات كأنهما متلازمان، وبين القمار والخسارة كأنها نتجية لا مفر منها، والقمار والمرض النفسي كأنه النتيجة الحتمية، وإدمان القمار كأنه حقيقة مُطلقة!

يحتوي القمار على الحكمة الأساسية من الحياة .. على استغلال الشهوة في الكسب، واستثمارها أو توريط صاحبها في ألم الخسارة!. ولو كان القمار يَعد بالمكسب الدائم وعدم الخسارة مُطلقًا لما حرمته الأديان أو البلدان!، ولكنه مثل الحياة التي نعيش فيها، لا يعد إلا بالمكسب القليل فقط، ولن يُتيح لك الحصول على كل شيء.

ومن المُفيد للاعب القمار أن يُدرك هذا جيدًا قبل أن يلعب القمار، أن يعتبره مجرد لعبة، يضع فيها الفائض والقليل من ماله، وأن يلعبه في أوقات فراغه، وأن يبقى مُلتزمًا في بقية جوانب حياته. وبهذا يحصل على حياة عادية!

الدراسات التي تتناول الإدمان على القمار:

ومن المُستغرَّب له هو العديد من الكتب والدراسات والمقالات التي تتحدث عن إدمان القمار، فالقمار قد يتخذ العديد من الأشكال الأخرى، وبالتأكيد فمدمنه لا يُدمنه هو فقط، فالمُضاربة في البورصات قد تكون قمارًا، وشراء الأشياء القديمة على أمل بيعها حينما تغلو أسعارها قد تكون قمارًا. وإذا قال قائل أن إدمان القمار يختلف عن تلك الأشياء، لكون القمار لعبة من الأساس، فهناك الكثير من اللاعبين الذين يدمنون العاب الفيديو مثلًا. فإدمان الكسب وليس إدمان القمار بحد ذاته هو ما يجب أن يكون محور تلك الدراسات.

بشكل عام يوجد نوعين من البشر، النوع الأول هو النوع الذي يؤمن بأن الصبر هو طريقة تحقيق النجاح، وأن الجد والسعي هما الطريقة الوحيدة للكسب، وأن لا شيء يأتي سريعًا، وأنه لا يوجد شيء اسمه حظ من الأساس.

أما النوع الآخر من الناس فهو النوع الذي يؤمن بقوة الحظ في تغيير الأشياء، وهو النوع الذي يُجرّب الكثير من الأمور الجديدة، ويُغامر بأشياء كبرى ومطلقة الأهمية على أمل الحصول على مكاسب استثنائية، وهذا النوع مُتعجل جدًا، لا طاقة له على الصبر والإنتظار.

تجربة المارشميلو 1960:

في عام 1960، قام عالم النفس الأمريكي والتر ميشيل ووإيبي ايبسون بعمل تجربة اسموها "تجربة المارشميلو"، والتجربة كانت تقوم على وضع طفل في حالة اختيار ما بين قطعة حلوى على طبق ليتناولها الآن، أو قطعتين إذا استطاع أن يصبر لفترة ربع ساعة، بعض الأطفال قاموا بأكل القطعة التي على الطبق على الفور، وبعضهم قرر الإنتظار، قام العالمين بتتبع سيرة حياة الأطفال الذين صبروا، والذين لم يصبروا ..

وأوضحت دراساتهم أن الأطفال الذين صبروا حصلوا على حياة عملية أفضل، وصحة أفضل، ومكانة اجتماعية أفضل، ويُمكن أخذ هذه الدراسة في الإعتبار عند الحديث عن أي "مكسب سريع" بما في ذلك القمار، فإدمان القمار صار له خلفية سيكولوجية متأصلة في نفسية المُدمن بشكل خلقي، أي أنه طبيعة لديه.

الشخصية ذات الدوافع الإدمانية:

فالمدمن على القمار إذن هو شخص يُغامر بمُستقبله الدراسي بالغش في الاختبارات، ويغامر بكل ماله في لعبة القمار، ويُغامر بكل صحته في الإدمان على المواد المُخدرة، ويُغامر بكل حياته في قيادة الدراجة النارية بسرعة عالية جدًا، ويغامر بكل أصوله ومُكتسباته لأجل الحصول على لحظات من النشوة.

وليس الإدمان على القمار سوى عرض للإدمان العام على المكاسب والمكافآت السريعة بداخل المُدمن، وبالتالي فلا يجب دراسة الإدمان على القمار كموضوع مُنفصّل عن تحليل الإدمان بشكل عام، فالإدمان على القمار ليس سوى عرضًا على إدمان المُغامرة الخطرة المُتأصّل لدى المُدمن.

 

ننصحك بالتفكير في الأمور بعناية قبل أن تقرر ما إذا كنت ستراهن بأموال حقيقية أم لا، فالإنترنت يُتيح لك أكثر من كازينو اون لاين يُمكنك اللعب فيها دون استخدام مال حقيقي. إنها نقطة مهمة جدًا يجب أخذها في الاعتبار. فلو لم تُراهن بأموال حقيقية لا يكون الإدمان على القمار سوى حُب شديد لتلك اللعبة بعينها وليس الإدمان على القمار بالمعنى الحقيقي.

ولكن إذا قررت أنك تريد بدء المقامرة مقابل أموال حقيقية، فإليك بعض الخطوات التي يجب مراعاتها عند البدء:

1- قرر إذا كنت القمار للمتعة أو المال:

هذه واحدة من أهم النقاط المُتعلقة بالمقامرة عبر الإنترنت بأموال حقيقية ومعظم الناس لا يدركون ذلك. فلا تكن مثلهم وفكر في هذه النقطة بعناية.

لا يوجد شيء خاطئ في اللعب من أجل المتعة، وهذا يعني أنك على معرفة وإدراك بأنك لن تصل إلى الفوز بين الحين والآخر. في الواقع، مثل هذا النهج يمكن أن يساعدك بالفعل على التحكم في إنفاقك جيدًا. أنت تعرف أنك تلعب للترفيه، مما يجعل من السهل ابتلاع الخسائر، ومن العادي حدوث نشوة المكسب.

الأمور أصعب قليلًا إذا كنت تسعى لتحقيق ربح كأنه مصدر دخل. سيتطلب ذلك مسارًا مختلفًا تمامًا يتطلب الكثير من التفاني، والكثير من الأمل والرغبة. سيكون عليك استثمار الكثير من الوقت وبناء نموذج عمل أيضا مع ذلك. ويمكنك تخصيص ميزانية منفصلة لـ "المقامرة الممتعة" ورصيد مخصص "للمقامرة الجادة"، إذا كنت تسعى لجمع "الأرباح" من قمارك، فينبغي أن تكون أكثر حذرًا، وأن تدرس خصائص كل لعبة، ومعرفة الخيارات، وتحديد أي واحد من شأنه أن يعطيك فرصة حقيقية لكسب المال.

2- قرر ميزانيتك:

خطوة أخرى مهمة عليك القيام بها وهي أن تقرر المبلغ الذي تريد وضعه في القمار، يجب عليك أن لا تُخاطر بمبلغ من المال لا تستطيع أن تخسره!

فإذا كنت تراهن بالمال الذي تحتاجه لمحلات البقالة أو الفواتير أو الرهونات أو القروض أو أي شيء ذي أهمية، فأنت في مأزق الإدمان على القمار! يجب أن تعتبر المال الموجه إلى القمار مثل الأموال التي تنفقها على الذهاب إلى السينما أو شراء بعض ألعاب الفيديو فقط.

فهناك احتمال كبير بأن تخسر أموالك، لذا يجب أن تفكر في خسارتها قبل البدء المقامرة بها. هذا لا يعني أنك سوف تفقد أموالك بالتأكيد. فهذا يعني أنك مُنتبه لها وإذا حدثت الخسارة فأنت مُتقبلًا لها والأهم من ذلك فأنت بعيد عن الإدمان على القمار.

3-هل أنت في مشكلة الإدمان على القمار؟:

الشخص الوحيد الذي يمكنه الإجابة عن هذا السؤال هو أنت. وعليك أن تكون صادقًا مع نفسك. كبداية، فإن أهم شيء هو أن تسأل نفسك عن الأسباب التي تدفعك إلى المقامرة بأموال حقيقية.

هل تبحث عن بعض المرح بتكلفة مالية صغيرة؟

أم أنك تحاول إيجاد طريقة لكسب دخل إضافي؟

بالطبع، ليس هناك أي سبب يمنعك من المقامرة من أجل المتعة، وتحاول كسب بعض المال. بمجرد حصولك على إجابة هنا، يمكنك الذهاب للنظر في الجوانب الأخرى للمقامرة بأموال حقيقية:

هل يمكنك التحكم في نفسك؟

هل يمكنك التعامل مع الخسائر الحتمية؟

هل تعتقد أن سلسلة الخسارة السيئة قد تدفعك إلى محاولة الهوس والتعويض، أم أنك تتقبلها؟

هل هناك احتمال بأن تخسر الكثير من المال الذي كسبته من القمار قبل أن تكسبه حتى؟!

هل هناك خطر من القمار يؤثر على حياتك بشكل عام؟

إذا أجبت بنعم على أي من هذه الأسئلة، فعليك ألا تقامر، لأنك وقعت في مشكلة الإدمان على القمار، فبقدر ما نحب القمار نحتاج إلى نحصل على الإيجابيات منه، وأن لا تقترب سلبياته من دائرة خطر الإدمان على القمار! فلابد أن يكون لديك الانضباط والتحكم في النفس للاستمتاع به كهواية بسيطة.

الانضباط والتحكم في النفس أكثر أهمية إذا كنت تريد أن تكون لعبة القمار هواية دائمة مربحة. أنت أيضا بحاجة إلى الوقت اللازم والتصميم اللازم لتكون ناجحًا فيه. يتطلب الأمر الكثير من الجهد لتكون فائزًا ثابتًا على طاولة القمار، وأن تكون مُحترفًا دون أن تكون داخل دائرة الإدمان على القمار.

شيء آخر مهم يجب أن تُفكر فيه هو كم من المال يمكنك تحمل خسارته. إذا كانت أموالك قليلة، فالمقامرة لن تكون أفضل هواياتك إذًا. فيجب عليك الانتظار حتى تحصل على بعض السيولة النقدية التي يمكنك تحمل خسارتها قبل التورط في الإدمان على القمار.

بغض النظر عن مقدار المال الذي تملكه، فإنه من المهم أن تضع ميزانية مخصصة للمقامرة الخاصة بك. إذا كنت تستخدم أكثر من هذه الميزانية، فقد حان الوقت للتوقف. هذه هي الطريقة التي تضمن أن لا يخرج لعب القمار الخاص بك عن السيطرة، وأن لا تدخل أنت في دائرة الإدمان على القمار.

لقد أوصينا بإعداد ميزانية شهرية، يمكنك تعيين أي نوع من الميزانية التي تريدها، مع ذلك. فقط تأكد من التمسك بها.

4- اللحاق بالمُشكلة قبل أن تزداد سوءًا:

إذا كنت تشعر بأنك تخسر السيطرة ولديك أدنى مخاوف من أنك قد تكون متورط في الإدمان على القمار، فيجب عليك التصرف فورًا في الأمر. هذه حالة خطيرة قد تدمر حياتك المهنية والشخصية. فيما يلي الإجراءات التي يمكنك اتخاذها.

اعترف بمشكلة الإدمان على القمار.

خذ اختبار المساعدة الذاتية.

الحصول على مساعدة خارجية.

أ- الاعتراف بمُشكلة الإدمان على القمار:

تتمثل إحدى الخطوات الأولى في الاعتراف بوجود مشكلة الإدمان على القمار.

ب- اختبار المُساعدة الذاتية:

قم بحل الاختبارات النفسية على الإنترنت لتحديد درجة الإدمان على القمار لديك. والخبر السار هو أن كل مشغل مقامرة عبر الإنترنت (كازينو أون لاين) لديه سياسة مقامرة مسؤولة.

ما عليك سوى الانتقال إلى هذا القسم الخاص بسياسة المُقامرة المسؤولة من النظام الأساسي الذي تستخدمه. وبمجرد أن تكون هناك، سيكون بإمكانك الوصول إلى العديد من الأدوات التي يمكن أن تساعدك.

وهناك روابط للاختبارات حول الإدمان على القمار، قم بملء أحدهم وتفقد النتيجة، كما يُمكنك أيضًا وضع قيود على حسابك أو تعطيله تمامًا.

ج- الحصول على مُساعدة خارجية:

ستجد على الإنترنت معلومات حول مختلف المنظمات غير الربحية التي تساعد الأشخاص الذين لديهم الإدمان على القمار.

وأخيرًا، إذا كنت تشعر أنك تخسر بشكل يخرج تمامًا عن نطاق اللعب، فتأكد من ضبط نفسك قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن يزداد حدة لديك الإدمان على القمار.