إدمان الأطفال للهواتف الذكية: ظاهرة خطيرة منتشرة يجب الحد منها
- ما هي علامات إدمان الأطفال على الهاتف والإنترنت
- هل تؤثر أجهز الهواتف الذكية على دماغ الطفل؟ كيف؟!
- كيف يمكن علاج إدمان الإنترنت والهواتف الذكية؟
يشعر العديد من أولياء الأمور بالقلق حول قضاء أبناءهم الأطفال ساعات طويلة على الإنترنت، وخلف الشاشات الإلكترونية المتنوعة، مثل التلفاز، وألعاب XBOX، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المتنوعة، والعديد من الأجهزة التكنولوجية الجديدة.
يعتقد البعض أن الأجهزة الإلكترونية لها فوائد عديدة على صحة الأطفال، كتنمية الذات، وتعزيز الذكاء عند الطفل، وإكساب الطفل القدرة على حل مشاكله بنفسه، وغيرها الكثير من الإيجابيات، بينما يرى البعض الأخر أن الأجهزة الإلكترونية تحمل بعض الإيجابيات، ولكن سلبياتها أكثر من فوائدها على صحة الأطفال النفسية والجسدية، لذلك خصصنا هذا المقال للتعرف أكثر وأكثر على أعراض إدمان الأطفال على الإنترنت، وما هي الطرق المناسبة للحد من إدمان الهواتف الذكية والإنترنت؟
ما هي علامات إدمان الأطفال على الهاتف والإنترنت
قد يلاحظ أولياء الأمور العديد من العلامات التي تظهر على سلوك أطفالهم وتصرفاتهم، الأمر الذي يساعدهم على التمييز ما بين الاستخدام الزائد والمفرط للهواتف الذكية وقضاء ساعات طويلة خلف الشاشات الإلكترونية، أم أنه مجرد استخدام طبيعي لقضاء وقت فراغهم، ومن هنا سنتعرف سوياً على علامات إدمان الأطفال على الإنترنت والهواتف الذكية، ومنها:
- الجلوس على انفراد بعيداً عن العائلة
معظم الأطفال الذي يقضون ساعات طويلة خلف شاشة الهاتف الذكي، أو ألعاب الفيديو يتفادون الجلوس مع أصدقائهم وأعضاء أسرتهم، كما أن معظمهم يتفادون حضور الجلسات العائلية، والمناسبات المهمة لقضاء معظم أوقاتهم خلف شاشات الهواتف، والألعاب الإلكترونية المتنوعة.
- شعور الطفل بالكسل
تلعب الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية دوراً كبيرة على شخصية الأطفال بجعلهم أكثر كسلاً وانطوائية، وفقدانهم حس المسؤولية لأداء واجباتهم وأعمالهم الخاصة بهم، إضافة إلى رفضهم القاطع للمشاركة بالأعمال الأسرية.
- الشعور بالملل وعدم الانتباه
يلاحظ أولياء الأمور أن أطفالهم دائماً يشعرون بالملل عند الجلوس مع الأسرة، وتزداد طلباتهم وحاجتهم للهواتف شيئاً فشيئاً، إضافة إلى ذلك، يلاحظ أولياء الأمور شرود أطفالهم وعدم الانتباه، ويعود الأمر في ذلك لتعود الطفل على الجلوس لساعات طويلة خلف شاشات الهواتف الذكية الأمر الذي يؤثر عليه سلبياً ويؤدي لفقدانه للتركيز في كافة جوانب الحياة.
- شعور الطفل بالقلق والاكتئاب
يلاحظ الأهالي أن أطفالهم غالباً ما يشعرون بالتوتر والقلق، ولاسيما اذا كان الهاتف بحوزته، فيكاد لا يعطي أيّ رد أو استجابة، أو حتى ردة فعل في حال وصلته مكالمة، أو رسالة فورية على الهاتف، ومن ناحية أخرى، قد يُلاحظ على الطفل شعوره بالاكتئاب في معظم الأحيان، وذلك نتيجة لإدمان الطفل للهواتف الذكية والتي بدورها تُفقده القدرة شخصيته وقدرته على التفكير بطريقة منطقية.
- الفشل في معظم مواقف الحياة الواقعية
على الرغم من التطور التكنولوجي الرهيب الذي يوجد في عالمنا اليوم، إلا أنه يُعد أحد الأسباب الرئيسية للفشل.
تساعد الهواتف الذكية على ترك فجوة كبيرة بين الواقع المُعاش والخيال، حيث أن الطفل المدمن على الهواتف يصنع لنفسه عالماً أخر مبتعداً كثيراً عن الواقع المُعاش والحياة الواقعية، الأمر الذي يٌؤثر سلبياً عليه وعلى علاقاته المجتمعية، إضافة إلى تأخر تحصيله العلمي والعملي.
- تفقد الهاتف بشكل مستمر
معظم الأطفال والمراهقين المُدمنين على الهواتف يتفقدون أجهزتهم الخلوية بشكل مستمر حتى لا يُضيع أي خبر ويبقى على اتصال دائم بأخر المستجدات وما يدور داخل العالم الافتراضي.
هل تؤثر أجهز الهواتف الذكية على دماغ الطفل؟ كيف؟!
كافة الأجهزة التكنولوجيا ما هي إلا عملة ذات وجهين، على الرغم من فوائدها العديدة وتوفير كافة السُبل للطفل لممارسة دروسه وتفاعله مع الأنشطة البصرية والصوتية والحركات المتنوعة، إلا أن الاستخدام المُفرط لها قد يؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي، والصحة النفسية، ويُقلل من المخالطة المجتمعية.
وطبقاً لتقارير عديدة لخبراء علم الاجتماع والصحة النفسية، أردفوا بأن الأجهزة التكنولوجية وأجهزة الهواتف الذكية تؤثر سلبياً على عقل الطفل وتحدث أضرار جسيمة لا يحمد عقباها على دماغ الطفل نتيجة للاستخدام المفرط للهواتف الذكية وغيرها، وذلك نتيجة لأن دماغ الطفل في المراحل السنية الأولى يكون في حالة نمو، وأن الإدمان على الهواتف الذكية وقضاء فترات طويلة خلف الشاشات الإلكترونية ، قد يؤخر عملية نمو دماغ الطفل ويحدث مشاكل نفسية، وصحية كبيرة.
كيف يمكن علاج إدمان الإنترنت والهواتف الذكية؟
- تقديم الرعاية ومعرفة الدافع لدى الطفل من وراء ذلك.
الإدمان لا يأتي أبداً من فراغ، هناك العديد من الدوافع لهذه المشكلة، لذلك من المهم تقديم الرعاية للأطفال والدعم النفسي والمعنوي لهم وتشجعيهم على ممارسة العديد من الأنشطة المختلفة، كالرياضة وغيرها.
- تشجيع الطفل للتفاعل مع الواقع والأسرة
ذكرنا سابقاً أن أجهزة الهواتف الذكية تخلق فجوة كبيرة بين الواقع المعاش والواقع الموجود خلف الشاشات الإلكترونية، ومن هنا يأتي دور الأسرة لتشجيع الطفل على التفاعل بشكل كبير بالأنشطة والمناسبات الأسرية، وقضاء أوقات أطول رفقة الأصدقاء، والتفاعل الاجتماعي، والاتصال بالواقع بشكل كبير وأكثر واقعية.
-
التغلب على المشاكل القهرية
تقديم الدعم المعنوي للطفل وإعطاءه مطلق الحرية للتعبير عن ذاته والتفريغ عن مشاعره واحدة من أهم الطرق للتخلص من المشاكل التي تواجه الطفل، واحتوائه ومعرفة كافة مخاوفه يساعد كثيراً في التغلب على المشاكل القهرية التي يعاني منها الطفل.
-
تعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية
تُعد هذه الطريقة واحدة من أنجع الطرق للحد من إدمان الهواتف الذكية، كما أنها تساعد الطفل على تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي مع الغير، ويصبح أكثر تفاعلاً مع الآخرين.
يُعد الإدمان مشكلة كبيرة وتحتاج إلى علاج سريع حتى لا تتفاقم وتحمل في طياتها عواقب وخيمة، ولا يقتصر إدمان الأطفال فقط على الهواتف الذكية والإنترنت، بل أن هناك العديد من أشكال الإدمان، ويُعد إدمان القمار أخطر أشكال الإدمان على الإطلاق، طالع المزيد حول إدمان القمار بمختلف الفئات العمرية