هل بدأت روسيا التكيف رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها؟
هل بدأت روسيا التكيف رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها؟

هل بدأت روسيا التكيف رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها؟


بحسب ما أردفه محللون اقتصاديون وسياسيون روس، فهم يرون بأن فرض الولايات المتحدة والدول الأوروبية حظرًا على النفط الروسي بشكل تدريجي بدلًا من الحظر الفوري، كما وعلقوا بأن الوقت كفيل بأن يسمح لموسكو بالتكيف خلال الشهور القادمة، ويتيح لها فرصة ذهبية من أجل توجيه أنتاجها للنفط إلى عملاء آخرين في الدول الأسيوية.

من جهة أخرى، صرح الاتحاد الأوروبي يوم أمس قائلًا بأنه يسعى في الوقت الحالي إلى تقليل وارد النفط الروسية بنسبة تتجاوز الـ 89% مع نهاية العام الحالي، مؤكدًا أن إمدادات النفط عبر الأنانبيب عن طريق البحر، ستظل مستمرة بشكل قانوني حتى إشعار أخر، والجدير ذكره هنا أن أكثر من ثلثي إمدادات النفط الروسي للاتحاد الأوروبي تأتي من خلال ناقلات خط أنابيب دروغبا، وعلى النقيض من ذلك، صرح محللون أوروبين بأن العقوبات المقررة من قبل الاتحاد الأوروبي هي عقوبات مخففة تتيح لموسكو الشعور بالحرية والارتياح والتكيف.

الحزمة السادسة من العقوبات على موسكو

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وعزى الكثير من المحللين الاقتصادين أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار ناجم عن العقوبات المفروضة على موسكو، ومن جهة أخرى شهدت البورصات العالمية حالة من تقلبات الأسعار في الذهب الأسود وبعض الأصول الأخرى، الأمر الذي أجبر العديد من المتداولين في النفط وبعض السلع إلى الاستثمار والتداول في الأصول الأخرى والعملات المستقرة، وينفرد اراب فاينانشيال لخدمة المتداولين العرب في العملات الرقمية والسلع وأسواق الفوركس في تقديم الأخبار الحصرية، اراب فاينانشيال خيارك الأمثل للتداول والاستثمار.

من الجلي أن قادة الاتحاد الأوربي قد توصلوا بالفعل إلى اتفاق سياسي للحزمة السادسة من العقوبات المقرر فرضها على موسكو، وتضم تلك الحزمة مجموعة من القرارات، ومنها:

  • مع نهاية العام الحالي، سيتم تقليص الاعتماد على النفط الروسي بنسبة 90%، باستثناء النفط الخام الذي يتم نقله عبر خط أنانبيب دروغبا.

  • الموافقة على إقصاء أكبر مصرف روسي (سبيربنك) من أنظمة التحويل المالي الدولي سويفت.

  • سيتم حظر 3 محطات إذاعية جديدة مملوك لموسكو من استكمال عملها في دول الاتحاد الأوروبي.

  • كما واتفق زعماء دول التكتل على خطة أوروبية تقدر بـ 300 مليار يورو، تهدف لإيجاد بديل حتمي للوقود الروسي الأحفوري.

وعلى الرغم من كل هذه العقوبات المفروضة، علق أولاف شولتز المستشار الألماني بأن الهدف من وراء فرض هذه العقوبات هو حث موسكو على التوقف الفوري عن غزوها لأوكرانيا، مؤكدًا على أن تلك العقوبات تشير إلى التضامن الكبير مع أوكرانيا، وأنها ستجبر الروس على دفع عواقب أفعالهم، كما وأشار أنه لا فائدة من استمرار القتال أكثر من ذلك.

نتائج العقوبات: سلبية أم إيجابية؟

بحسب المقال الذي انتشر على موقع Modern Diplomacy الأمريكي، كشف عن أن العقوبات التي يفرضها دول التكتل على موسكو منذ فترة طويلة، لم تؤثر فيها سلبيًا، كما أن لم تحقق نتائج إيجابية على الدول التي فرضت تلك العقوبات، ومن ناحية أخرى، أكد التقرير على أن موسكو لديها القدرة على التكيف مع العقوبات بشكل كبير جدًا.

كما أشارت كاتبة المقال آنا كولوتوفا أستاذة العلاقات الدولية في مقالها على أن دول الاتحاد الأوروبي قد فرضت أكثر من 10 آلاف ومئة وعشرين عقوبة على موسكو منذ عام 2014، وهذا يعتبر أكبر عدد من العقوبات المفروضة على أي دولة، إلا أن النتائج الإيجابية أو السلبية لم تظهر حتى الآن، كما وأوردت كولوتوفا في مقالها عدة أرقام عن العقوبات المفروضة من الدول الأوروبية على بلدان أخرى، حيث فرضت الدول الأوروبية على إيران حوالي 3160 عقوبة، وأكثر من 2600 عقوبة على سوريا، إضافة إلى 2075 عقوبة ضد كوريا الشمالية، وأكدت على أن العقوبات التي فرضت على موسكو تقريبًا غطت جميع القطاعات، بدءً من المدنين وصولًا لمجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة، باستثناء مجال واحد لم يتأثر بعد.

كما وقالت الكاتبة أن موسكو قد بدأت بالفعل اتخاذ إجراءات حقيقية لدعم قطاعاتها التي انعكست آثارها إيجابيًا على اقتصاد البلاد، وجاء ذلك بعد فرض الدول الأوروبية حظر على تصدير المنتجات الروسية، وإبعاد العديد من الشركات العاملة في تلك المجال.الحزمة السادسة من العقوبات على موسكو

الصناعات التحويلية الروسية في طريقها للنمو

في تقرير نشرته وكالة رويترز يوم أمس أظهر أن الصناعات التحويلية الروسية قد سجلت نموًا ملحوظًا في الشهر المنصرم مقارنة بما كانت عليه قبل 3 شهور، وكشف التقرير على أن العقوبات التي فرضتها دول التكتل ما زالت تترك آثرًا سلبيًا على الطب.

كما وصعد مؤشر مدراء المشتريات الصادر عن مؤسسة ستاندرد أند بورز غلوبال وصولًا لنقطة 50.7 بعدما وصل إلى نقطة 48.1 الشهر الماضي، كما وأكد التقرير على أن ارتفاع المؤشر الملحوظ لا يعني أن الصناعات التحويلية قد تصل إلى مستويات عليا، كما وأكد على أن الشركات الروسية قد استنفدت وبشكل كبير أعداد القوى البشرية العاملة بدرجة كبيرة جدًا خلال الشهر الماضي، وعلى النقيض تمامًا فقد سجلت العديد من الشركات الروسية المرموقة حالة من الاستقرار الاقتصادي وارتفاع معدلات الطلب، ومن المرجح أن تتعافى خلال الأشهر القليلة المقبلة.

كما وكشف التقرير على أن موسكو لديها قدرة كبيرة للتكيف مع العقوبات بشتى أنواعها وفي كافة المجالات، مؤكدًا على ضرورة إنهاء حالة الصراع الروسية الأوكرانية في الوقت الراهن والعودة لطاولة المفاوضات.